قصيدة نسرين حسن قلب مكسور 

 

عندما كانت الأرضُ تدور بسلامٍ
والليلُ مخمليٌّ
الرّوحُ مسقوفةٌ من حبات المطرِ الشفافة
تمددتُ ونظرتُ للسماء المخلوقة لأجلِ عيني
شعرتُ أن مركزَ الحب هو قلبي
وأحلامي خيطُ حريرٍ يلّفها بشكلٍ أنيق
النجومُ فوقي متناثرةٌ كحباتِ السكر على الطاولة
الهواءُ في الخارج يدعوني لأطيرَ كالعصافير
طفلةٌ في داخلي
تريد أن تخرجَ
وتملأ كفيها بالقطنِ وأزرار الورد
لكن الفضاءَ ضيقٌ
كظهرِ سلحفاةٍ معمّرة
والزمن يغرسُ قرنيهِ في الرّملِ
يبدو الليلُ الان قاتماً جدا
والأرضُ قاسيةً على قدمي
وعليَّ أن ادافع عن نفسي
كحبةِ شعير تريد التطورَ
لعشبٍ اخضر
في نفس المكان والمجرى
الجميع يعبرون
الهدوء والضجيج
الجنة والجحيم
الزرقة والضباب
يدي تمتدُ كنهرٍ لأمنحَ الحياة
قبراً سيحفرُ فيما بعد
وشجرةَ لوزٍ ناعمة
انا من هذا الشرق
الألمُ أسمكُ من الظلام
بقايا القش..سيوف الزير سالم..
الشوك الكثيف…المقابر الباردة..
الدود يضاجعُ العظام بهدوء
ويريدون للحضارةِ
أن تمرَّ بشكلٍ قرمذي من تحتِ أقدامنا اليابسة
وللعناقيد أن تصبحَ صيفا
في شفاهنا الناضجةِ
بحليب الأبقار وأحلام العبيد
وانا اريدُ أن أكون شاعرةً دافئة
أخيطُ فتحات ثياب النصوص
حتى لا تخرج الكلمات منها كالأثداء
الأفكار العارية مخجلة دوما
اريدُ أن امسحَ دموع هذا الليل
بين أضلاعهِ
قمرٌ مكسور

 

 

قمر مكسور
شعر
نسرين حسن / سورية