

قصيدة لا أعرفني خلود فوزات فرحات
حزني..
لا يعلمُ عن حزني
و كذا نزقي لا يشبهُني
لا أعرفُني..
و موائدُ شِعْري تُطْهى بدموعي
مقموعٌ مخذولٌ صوتي..
و أمامي آهاتُ دهورٍ
تتقاذفُني
و ورائي تصحو أوجاعٌ
خلفَ صهيلِ العمرِ سداها يتشرَّبُني
نخبا للغرقى…للموتى
نخبا للَّوعةِ يسكبُني
لا أشبهُني.. لا أعرفني
وجهي..
وشمٌ رثٌّ لا يرسمُني،
من مهدِ بكائي صاحبني..
و إلى لحدي قدْ يتبعُني
هل تسعفني..؟
ألقى سفني..
و على شطآنِ حنينٍ عطشى،
يرسو كلّي..
يغرقُ بعضي
هل تعرفني..؟
لا أعرفُني.. و أنا المنفيُّ
إلى مدنٍ تجهلُ أيني
و دمي لغزٌ أعمى يغلي..
باتَ ضياعاً يستوقفُني
وجعي..
صحراءٌ تشطرُني،
نصفي بردٌ..
رُبعي جِردٌ..
ثكلى جزري..
و قبائلُ صمتي تعزفني
لحناً فجّاً..
لا تسمعهُ أذنُ العُرْبِ
لا يشبههُ صوتُ الغربِ
هل تسمعني..؟
قهري بئرٌ.. يستنزفُني
حرفي..
شفّافٌ يفضحُني..
يروي روحي بندى الوجدِ و بالأحلامِ
أستحضرُ بوحي من جرحي
من رحمِ الآلامِ
قد أحرقهُ..أو أصلبهُ
أدفنُه
في قاعِ المعنى..
و أجوبُ بلاداً تعرفُني،
تهديني فانوسَ أمانٍ
و نعالاً
علِّي ألحقني..
هل تسبقني..؟
لندندنَ فحوى ورطتنا،
و على صدرِ الآهِ برفقٍ..
أنسى زمني
قصيدة لا أعرفني
شعر
خلود فوزات فرحات/ سورية