اسلامياتكلية اصول الدين جامعة الازهر

هل تم تدوين الاحاديث النبوية بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم

هل تم تدوين الاحاديث النبوية بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم
هل تم تدوين الاحاديث النبوية بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم

 

متي تم تدوين السنة النبوية الشريفة

 

كتب الاستاذ محمود ريبع 

 

هل تم تدوين الاحاديث النبوية بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم
هل تم تدوين الاحاديث النبوية بعد وفاة الرسول صلي الله عليه وسلم

يدعي منكرو السنة ان جمع الأحاديث وتدوينها كان بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – بأكثر من مائتي عام حينما جاء البخاري ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وأبو داود ، وابن ماجة ، والدارمي ، ووفاة أغلبهم بين عام 250 إلى 300 هجرية 

الجواب

هذا كلام ليس له من الصحة نصيب ، وذلك إذا ما علمنا أنَّ من الصحابة من كان يدون السنة النبوية المطهرة ، وعلى رأسهم سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي الله عنهما – وكان له صحيفة تسمى الصادقة دوَّن فيها 270 حديث ، وهي موجودة برمتها في مسند الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله تعالى – ، ثمَّ إن من له أدنى معرفة بالسنة يهزأ بهذا الكلام ، وذلك لأنَّ الكتب التي تقدمت البخاري تملأ المكتبات ، خذ مثلًا:
1- موطأ الإمام مالك بن أنس – رضي الله عنه – والإمام مالك في درجة شيوخ شيوخ البخاري ، وذلك لأنه توفي عام 179 هجرية، والإمام البخاري وُلد 196 هجرية .
2- مسند الإمام أحمد بن حنبل – رضي الله عنه – والإمام أحمد هو شيخ البخاري .
3- مسانيد الإمام أبي حنيفة النعمان – رضي الله عنه – وهي مشهورة منثورة ، وله عشرون كتابًا جمع فيها ما يحفظه من الحديث كل منها يسمى “المسند” ، وقد توفي الإمام أبو حنيفة سنة 150 هجرية ، أي: قبل مولد البخاري بقرابة النصف قرن !! فلقد بدأ الإمام أبو حنيفة التأليف وبعض الصحابة موجود .
4- مسند الشافعي ، وسنن الشافعي ، للإمام الشافعي – رضي الله عنه – وأيضًا “اختلاف الحديث” للشافعي أيضًا ، وهو – رضي الله عنه – توفي 204 هجرية .
إنَّ كتب الأئمة الأربعة الفقهاء في الحديث شائعة ذائعة ، ولو لم يأت البخاري وباقي أصحاب الكتب الستة لكانت هذه الكتب كافية للسنة النبوية المطهرة .

أضف إلى ذلك:
5- مسند أبي داود الطيالسي ، المتوفى 204 هجرية ، وقد بدأ في جمعه سنة 135 هجرية .
6- مصنف عبد الرزاق الصنعاني المتوفى 211 هجرية .
7- مصنف ابن أبي شيبة ، المتوفى 235 هجرية .
8- مسند ابن الجعد ، وابن الجعد هو شيخ البخاري ، والكتاب مطبوع شائع .
9- مسند الحميدي – شيخ البخاري – وهو مطبوع متداول .
10 – جامع معمر بن راشد ، المتوفى سنة 153 هجرية .
11- كتاب الآثار لمحمد بن الحسن الشيباني ، المتوفى 189 هجرية .
12 – كتاب الآثار لأبي يوسف ، المتوفى 182 هجرية .
13- كتب عبد الله بن المبارك – رحمه الله – المتوفى 181 هجرية ، وهي : “المسند” ، “الزهد والرقائق” ، “الجهاد” ، “البر والصلة” وكلها موجودة مطبوعة .
بل وأكثر من ذلك أنَّ هناك مؤلفات في قبول الرواية وردها قبل البخاري ومسلم ، منها:
1- “الرسالة” للإمام الشافعي ، وهي في مصطلح الحديث وأصول الفقه ، وتناولت حجية السنة ، وبخاصة خبر الآحاد.
2- “العلل” للإمام أحمد بن حنبل .

وفي شرح الأحاديث :
1- “اختلاف الحديث” للشافعي .
2- “غريب الحديث” لأبي عبيد القاسم بن سلام .
فهل بعد كل هذا يقولون: إن السنة لم تظهر إلا بالبخاري ؟
حتى إذا استطاعوا – ولن يستطيعوا – نقض البخاري ، استطاعوا القضاء على السنة .
لقد جاء البخاري – رضي الله عنه – في زمن التكميل أو التجميل في المؤلفات الحديثية ، في زمن كانت المؤلفات قد كثرت ، والسنة قد جُمعت ، ورتبت، وخدمت خير خدمة ، لقد جاء البخاري – رضي الله عنه – وفي العالم الإسلامي مذاهب فقهية متكاملة ، منها: المذهب الحنفي، والمالكي، والشافعي، والحنبلي، وغيرهم كثير، والفقه لا يأتي إلا بعد اكتمال علم السنة ، فإن الفقه خلاصة التفسير والحديث مع كثير من الأمور الأخرى ، فالبخاري – رضي الله عنه – ما هو إلا حلقة في سلسلة كبيرة ، وليس هو بدايتها إنما هو حلقة مضيئة فيها .
نعم ولم لا وقد كان قبله من أصحاب الحديث كثير ، الأمر الذي جعل سفيان الثوري – رحمه الله تعالى – المتوفى 161 هجرية يقول: الملائكة حراس السماء ، وأصحاب الحديث حراس الأرض.
والله تعالى أعلى وأعلم .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى